للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وفرعون وقومه ذوو الجبروت: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ﴾ (١٠)

لاقوا جميعا وبال أمرهم: ﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ﴾ (١١ - ١٣)

فلا بد من تحقق العدالة في الدنيا أو الآخرة: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ﴾ (١٤)

وابتلاء الله تعالى لعباده يكون بالنعم تارة وبالمصائب تارة أخرى لأن الدنيا دار اختبار وابتلاء، فمن كان غافلا يرى في ما ابتلاه الله تعالى به من التكريم والنعم حقا طبيعيا له يستحقه: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا اِبْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ (١٥)

وإذا ما ابتلاه تعالى بشيء من المصاعب والنوائب، انظر آية [البقرة ١٥٥/ ٢]، لم يعتبر ذلك ابتلاء، بل يميل إلى الجحود فيشكك بالعدالة الإلهية وقد ينتهي إلى إنكار الخالق: ﴿وَأَمّا إِذا مَا اِبْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ﴾ (١٦)

مع أنّ البلاء قد يكون نزل به نتيجة كسب يديه من سوء استخدام النعمة والغش وأكل مال الآخرين والتهالك على المادة: ﴿كَلاّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا﴾ (١٧ - ٢٠)

حتى إذا قامت الساعة وتبدّلت الأرض غير الأرض والسماوات: ﴿كَلاّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ (٢٢)

فيومئذ يندم ويتحسّر الغافل على ما فاته في دنياه ويتذكّر أنه لم يقدّم خيرا لحياته الآخرة، فلا تنفعه الذكرى في ذلك الوقت المتأخر: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنّى لَهُ الذِّكْرى * يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي﴾ (٢٣ - ٢٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>