للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعتزّون بأموالهم وأولادهم دون غيرها فبيّن لهم تعالى أنها مهما كثرت لن تفيدهم شيئا وأنّ كفرهم سيكون سببا لوجود نار الآخرة لهم، مثلما الوقود سبب وجود النار في الدنيا، أو أنهم مما توقد به، ولا نبحث عن كيفية ذلك فهو من أمور الغيب التي تؤخذ بالتسليم.

﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ (١١)

١١ - ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ دأب الكفار في اجتهادهم وعادتهم في كفرهم وتكذيب الأنبياء والكتب المنزلة كدأب آل فرعون مع موسى ولذا فإنّ عاقبتهم ستكون كعاقبة آل فرعون ﴿وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ فقد مضت سنّته تعالى بأن يكون العقاب أثرا لازما للكفر والذنوب.

﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ﴾ (١٢)

١٢ - ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ﴾ الخطاب للنبي ، والكفار هم مشركو قريش، والمعنى أخبرهم أيها النبي أنهم سيغلبون، فالآية إخبار بالغيب وقد غلبهم المؤمنون أوّلا يوم بدر، ثم كانت الغلبة النهائية عليهم يوم الفتح، وتنطبق الإشارة أيضا على اليهود فقد غلبهم المسلمون في المدينة وخيبر وأجلوهم عنها، ثمّ بعد ذلك بسنين قليلة تمّت هزيمة فارس وبيزنطة على يد المسلمين ﴿وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ﴾ سوف يتمّ الله وعده بهم في الآخرة فيحشرهم إلى جهنم ﴿وَبِئْسَ الْمِهادُ﴾ بئس المهاد جهنم، وهي ما مهدوا لأنفسهم وأعدّوه بأعمالهم، والآية أيضا إخبار عن الغيب بشكل مطلق لأن الباطل لا يدوم، والمصير النهائي للكفار إلى الاضمحلال في الحياة الدنيا وجهنم في الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>