للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجلّ ﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ نسبوا بعثته إلى السحر لمّا عجزوا عن معارضتها.

﴿وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ﴾ (٤٤)

٤٤ - ﴿وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ﴾ سماوية ﴿يَدْرُسُونَها﴾ فتثبت لهم عقائدهم الفاسدة من شرك وعبادة الأوهام ﴿وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ﴾ يدعوهم إلى الشرك.

﴿وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ﴾ (٤٥)

٤٥ - ﴿وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ الأمم التي جاءتها الرسل في الماضي ﴿وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ﴾ ما أوحينا إلى الأمم البائدة عن طريق رسلهم لم يبلغ معشار، أي عشر، ما نزل على قريش في القرآن الكريم ﴿فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ﴾ كيف كان إنكاري لتكذيبهم بما نزل عليهم من الدمار، والمغزى أن لا عذر للعرب بإنكار رسالة الإسلام فهي أقوى بعشر مرات على الأقل ممّا نزل على الأمم قبلهم.

﴿قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ﴾ (٤٦)

٤٦ - ﴿قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ﴾ أعظكم وأنصحكم بخصلة واحدة ﴿أَنْ تَقُومُوا لِلّهِ مَثْنى وَفُرادى﴾ بصحبة مجموعة منكم، أو منفردين ﴿ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾ الأمر من البساطة بحيث لا يحتاج إلاّ للتفكير الموضوعي للتوصل إلى الإيمان والتوحيد ﴿ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ فليس من جنون في النبي كما تدّعون ﴿إِنْ هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ﴾ ينذركم بعواقب الأمور في الحياة الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>