للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٦ - ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ﴾ باتباع تعاليم الإسلام في كل الأزمنة ﴿وَلا تَنازَعُوا﴾ على الدنيا ﴿فَتَفْشَلُوا﴾ لأن التنازع والفرقة مدعاة للفشل ﴿وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ تذهب قوتكم وتزول دولتكم ﴿وَاِصْبِرُوا﴾ على ما تلاقون من المصاعب والشدّة، وما تلاقون من بأس عدوكم ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ﴾ بالمعونة والتأييد، والله غالب على أمره.

﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ (٤٧)

٤٧ - ﴿وَلا تَكُونُوا﴾ أيها المؤمنون ﴿كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ﴾ وهم كفار قريش خرجوا بجيشهم من مكة بقيادة أبي جهل يريدون البطش بالمسلمين، أو التفاخر بقوتهم أمام العرب، بعد أن علموا بنجاة قافلة أبي سفيان ﴿بَطَراً﴾ البطر الطغيان في النعمة والغطرسة بها ﴿وَرِئاءَ النّاسِ﴾ كي يرى الناس قوتهم وبأسهم وكثرتهم فيثنوا عليهم، أي لأجل الثناء والإعجاب والتلبيس على الحقيقة ﴿وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ يصدّون عن الإسلام بحمل الناس على عداوة المسلمين من جهة، وبحرب المسلمين ومحاولة طمس دعوتهم من جهة ﴿وَاللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ محيط بهم علما وسلطانا فيجازيهم على أعمالهم في الدنيا بمقتضى سننه في الخلق، وفي الآخرة.

والقاعدة العامة التي تفيدها الآية نهي المسلمين، في كل الأوقات، عن الخروج للحرب بطرا ومفاخرة، أو بهدف تحقيق أمجاد فارغة.

﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ (٤٨)

٤٨ - ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ﴾ بوساوسه للمشركين ﴿وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ﴾ جرّأهم بوساوسه على المسلمين وعلى حلفائهم، حتى خرج أبو جهل بجيشه متبجحا يريد أن يري العرب قوة وجبروت قريش

<<  <  ج: ص:  >  >>