﴿قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ﴾ (٧٢)
٧٢ - ﴿قالَتْ يا وَيْلَتى﴾ من الويل، وأصله الخزي، ويستعمل في كل أمر فظيع، والمراد تعجبها من البشارة، وقد يكون ذلك تعبيرا عن خشيتها أن تكون البشارة وهما، خاصة لعقمها على مدى السنين ﴿أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ﴾ قيل كانت ابنة تسعين سنة ﴿وَهذا﴾ الذي أمامكم ﴿بَعْلِي﴾ زوجي، وأصل البعل القائم بالأمر، ولذلك سمّى العرب معبودهم بعلا لاعتقادهم ذلك فيه، انظر آية [الصافّات ١٢٥/ ٣٧]، ﴿شَيْخاً﴾ تجاوز مئة سنة ﴿إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ﴾ ليس من سنة الله تعالى المعتادة في عباده.
٧٣ - ﴿قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ﴾ استفهام إنكار، أي لا ينبغي لك أن تعجبي من شيء هو من أمر الله الذي لا يعجزه شيء، والذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ﴿رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ رحمة الله الخاصة وبركاته الكثيرة عليكم يا معشر أهل بيت النبوة والرسالة، تتصل فيكم وفي ذريتكم من أهل النبوة والرسالة ﴿إِنَّهُ حَمِيدٌ﴾ مستوجب لأنواع الحمد والثناء ﴿مَجِيدٌ﴾ كثير الخير والإحسان.
٧٤ - بداية لقصة لوط التي جرى التقدمة لها بالحديث عن إبراهيم: ﴿فَلَمّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ﴾ إذ علم أن ضيوفه من الرسل ﴿وَجاءَتْهُ الْبُشْرى﴾ بإسحاق ويعقوب من جهة، وبرحمة الله وبركاته عليه وعلى أهل بيته من النبوة من جهة ثانية ﴿يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾ يجادل الرسل في مصير قوم لوط،
٧٥ - ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ﴾ بطيء الغضب، لا يحب المعاجلة بالعقاب، بل يفضّل التأنّي والتأخير والعفو، وذلك موضوع مجادلته في قوم لوط ﴿أَوّاهٌ﴾ لأنّ الحليم يتأوّه إذا شاهد وصول الشدائد إلى الآخرين لشدة شفقته ورقة قلبه