للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾ (٩٨)

٩٨ - العذاب جهارا وهم منهمكون بالجري وراء الدنيا فيما لا طائل منه؟ أو يلهون بأمور الدنيا لأنها لعب ولهو لأمثالهم؟ وفي ذلك عودة لموضوع الآيات (٤ - ٥)،

﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ﴾ (٩٩)

٩٩ - ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ﴾ اطمأنّوا لأنفسهم وأمنوا تدبيره الخفي المؤدّي بهم إلى ما لا يحتسبون ﴿فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ﴾ الذين يظنون أنهم في مأمن من التدبير الإلهي والخطة الإلهية التي هي سنة الله في مخلوقاته، فيعتمدون على حولهم وقوتهم لا غير، ويطمئنون لأنفسهم، ولا يعرفون خالقهم، فيترتب على ذلك بالضرورة أن يكونوا من الخاسرين.

﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾ (١٠٠)

١٠٠ - ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها﴾ هذه هي العبرة من قصص الأقوام السالفة، والمعنى أو لم نبيّن للذين يرثون الأرض، وهم الذين بقوا بعد هلاك من سبقهم من الأمم، واستخدام الفعل المضارع في ﴿يَرِثُونَ﴾ دلالة على التكرار في نمط الأمم السالفة، وهو من السنن الكونية ﴿أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ﴾ أي يصيبهم من العذاب، بسبب ذنوبهم، كما أصاب الأمم من قبلهم ﴿وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ﴾ وهي النتيجة الحتمية الطبيعية التي تلحق بهم بسبب إصرارهم على الذنوب، فتشغلهم الدنيا ويغفلون عن الحقيقة ﴿فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ﴾ وتكون النتيجة أنهم لا يسمعون القرآن والمواعظ سماع تفهّم وتفكّر واعتبار، انظر الآية (٢٠٤)، والآية التالية تفيد مزيدا من إيضاح ذلك،

﴿تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (١٠١)

<<  <  ج: ص:  >  >>