اشتق اسم هذه السورة من الآية (١١٢) التي تذكر طلب الحواريين من عيسى المسيح ﵇ تنزيل مائدة عليهم من السماء، وكما هي الحال في باقي سور القرآن الكريم فإن اسم السورة لا يمثل بالضرورة موضوعها الرئيسي، وإنما هو مجرد عنوان أو إشارة للسورة، والجمهور على أنها نزلت في العام العاشر من الهجرة خلال فترة حجة الوداع، وأنها من آخر ما نزل من القرآن الكريم.
[ارتباط السورة بما قبلها]
تبين هذه السورة الكثير من الأحكام الشرعية المتممة لما سبق نزوله في سور (البقرة - آل عمران - النساء)، كما تبحث مزيدا من أحوال أهل الكتاب من اليهود والنصارى وموقف الإسلام منهم، وفي ترتيب السورة القرآني - التوقيفي - على هذا النحو ما فيه من إعجاز القرآن بالنظر لاستكمال سورة المائدة لمواضيع سور (البقرة - آل عمران - النساء) المتقدمة، مع أنها نزلت بعدها بحوالي سبع إلى ثماني سنوات.
فبعد أن ختمت سورة النساء ببيان حكم إرث الكلالة: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ﴾ [النساء: ٤/ ١٧٦]، تفتتح سورة المائدة بالأمر بالوفاء بالعقود:
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: ٥/ ١] لأنّ من العقود ما يتضمن إقرار العباد بعبوديتهم لله تعالى والعمل بشرعه كما في آية [المائدة: ٥/ ٧]، غير أن