٣٦ - ﴿وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً﴾ إمعانا في الانكار، معتبرا دنيا المادة نهاية المطاف ﴿وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً﴾ قالها على مسمع من صاحبه المؤمن، وفي كلامه من التعريض والسخرية ما فيه،
٣٧ - ﴿قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ﴾ لأن الحوار والمنطق السليم هو القاعدة عند المؤمنين، وليس التهجّم والتشنّج الفكري ﴿أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً﴾ فكيف يمكن للعقل السليم أن ينسى أو يتناسى أبسط مراحل الخلق البيّنة في اعجازها الهائل؟
٣٨ - ﴿لكِنَّا﴾ لكن أنا ﴿هُوَ اللهُ رَبِّي﴾ وحده منبع الخلق والتكوين ﴿وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً﴾ لا أشرك به المادة ولا الدنيا الزائلة، التي ظننت أنها لن تبيد أبدا،
﴿وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً﴾ (٣٩)
٣٩ - ﴿وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ﴾ أي هلاّ قلت؟ وفيه حضّ صاحبه على القول ﴿ما شاءَ اللهُ﴾ كان، وما لم يشأ لم يكن ﴿لا قُوَّةَ﴾ حقيقية ﴿إِلاّ بِاللهِ﴾ بتقدير الله ﴿إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً﴾ أي اعترف بعجزك، وأنّ ما بك من مادة الدنيا كان بتقدير الله،