للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة النور - ٢٤ - مدنية]

[مقدمة]

نزلت بأواخر السنة الخامسة وأوائل السنة السادسة بعد الهجرة بعد غزوة بني المصطلق.

[ارتباط السورة بما قبلها]

ذكرت سورة المؤمنون المتقدمة من أوصاف المؤمنين المفلحين أنهم ملتزمون جنسيا وعائليا: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ اِبْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ﴾ (٥/ ٢٣ - ٧)، وختمت بأنّ الخلق ليس عبثا: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ﴾ (١١٥/ ٢٣)، ثمّ تبين سورة النور ما خلق له الناس من أحكام تنظّم حياتهم الجنسية والعائلية وأن سيطرة المرء على نزواته بتجنب الزلاّت في مثل هذه الأمور تمكّنه من الارتقاء إلى مستويات عليا، ما يمكّنه من فهم القرآن الكريم والعمل به: ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ (٤٠/ ٢٤).

[محور السورة]

سورة النور منظومة واحدة متكاملة، تبين حدود الزنا والقذف والتشهير، وتشير إلى حادثة الإفك، وتظهر العبر منها، وترشد المؤمنين إلى السلوك القويم في مثل هذه الحالات، كأن يظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا: ﴿لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>