للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهما كانت فاضلة، لكونها مقتصرة على الشكل والمظهر، وبين الإيمان والجهاد ﴿وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ الذين اختاروا الظلم، واكتفوا من الدين بالشعائر والمظهر.

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ﴾ (٢٠)

٢٠ - ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ﴾ من الذين يقومون بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، ومن غيرهم ممّن لا يتصف بهذه الصفات الأربعة ﴿وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ﴾ المتصفون بالإيمان، وبالهجرة، وبالجهاد بالمال، وبالجهاد بالنفس، هم الفائزون بالدرجات العلى، كما سيرد في الآية التالية، لأنّ إيمانهم إيمان يقين وإذعان، يقومون بما يترتب عليه من العمل الجادّ وتحمّل التضحيات:

﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ﴾ (٢١)

٢١ - ﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ﴾ في كتابه المنزل، أو على لسان نبيّه ﴿بِرَحْمَةٍ مِنْهُ﴾ تنفي عنهم العذاب، وهي الرحمة الخاصة تشملهم باللطف والإحسان في الدنيا والآخرة، ممّا هو فوق رحمته العامة لكل الخلق التي وسعت كلّ شيء [الأعراف ١٥٦/ ٧] ﴿وَرِضْوانٍ﴾ منه لهم، أنه قد رضي عنهم بطاعتهم إياه وأدائهم ما كلّفهم، والرضوان اسم لكمال الرضا، وهو فوق نعيم الجنة لقوله تعالى ﴿وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ﴾ (٧٢)، فإن الله يرحم من رضي عنه ومن لم يرض عنه، وإن كانت رحمته لمن رضي عنه أعلى وأعظم ﴿وَجَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ﴾ دائم لا ينقطع.

﴿خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (٢٢)

٢٢ - ﴿خالِدِينَ فِيها أَبَداً﴾ في الجنّات ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ثواب عظيم لا يقدّر بمقاييس الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>