﴿وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ﴾ التوراة ﴿وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً﴾ بما فيه من التأكيد على رسالة التوحيد،
٣ - ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ﴾ استمرار الخطاب من الآية السابقة وتقديره: لا تتخذوا ذريّة من حملنا مع نوح من دوني وكيلا ﴿إِنَّهُ﴾ نوح ﴿كانَ عَبْداً شَكُوراً﴾ بعيدا عن الشرك، فاقتدوا به،
٤ - ﴿وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ﴾ أي في علم الله القديم المحيط الشامل، ومنه ما هو مذكور في كتبهم بالعهد القديم، انظر (سفر اللاويين ١٤/ ٢٦ - ٣٩) و (سفر التثنية ١٥/ ٢٨ - ٦٨)، ويتضمن العواقب الوخيمة جدا - المذكورة بالتفصيل - التي تنتظرهم في حال معصيتهم وعدم استجابتهم للرسالة الإلهية،
﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾ نكص بنو إسرائيل إلى الفساد والإفساد بالرغم من أنه تعالى جعل التوراة هدى لهم، الآية (٢)، وإفسادهم في الأرض مرّتين ليس بالضرورة مقتصرا على مرّتين بالعدد، وإنما إفسادهم خلال حقبتين طويلتين من تاريخهم، بدليل أن القرآن الكريم والكتاب المقدّس يذكران الكثير من معاصيهم وجرائمهم المستمرة، ليس أقلّها عبادتهم آلهة وثنية، وتحويل معبد القدس إلى معبد آشوري في عهد ملوكهم آحاز Ahaz ، ومنسّى Manasseh (٦٨٧ - ٦٤٢ ق م)، وتسطيرهم في العهد القديم من المخازي والفساد والإفساد ما يفوق الحصر ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً﴾ من موقع الاستكبار والاستعلاء بظنّهم يستوعبوا أن الرسالة السماوية مسؤولية وعبء، وليست امتيازا،