٤ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾ منتهى نظرهم وأملهم في الحياة الدنيا، على العكس من المؤمنين المشار إليهم آنفا ﴿زَيَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ﴾ فأصبحت حسنة في نظرهم ﴿فَهُمْ يَعْمَهُونَ﴾ يتخبطون على غير هدى، متحيّرين مترددين، بالنظر لسوء جبلّتهم، وإصرارهم على الضلال، وتشنج عقولهم على التقليد، وعنادهم ورفضهم النظر والتفكر بالدلائل، وليس لأن الله تعالى فرض ذلك عليهم ابتداء، انظر [البقرة ٧/ ٢].
٥ - ﴿أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ﴾ في الدنيا، ومن ذلك سعيهم وتهالكهم على مادة الدنيا بما يعمي بصيرتهم وبصائرهم، فتصبح منتهى أملهم وهمّهم ﴿وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ﴾ يخسرون أنفسهم بعد كل ما بذلوه في دنياهم، ولا خسارة أعظم من خسارة الأنفس.
٦ - ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ﴾ أيها النبي ﴿مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ﴾ فيما خلق من خلقه ﴿عَلِيمٍ﴾ بمصالح عباده، فأيّ حكيم، وأي عليم هو! ويلاحظ ارتباط هذه الآية مع أول السورة.