﴿ثم تعود السورة لموضوع المعرضين المشككين بالوحي، المشار لهم بالآية (٤٨)، فتحدد هذه الآية أن الله تعالى يوحي للبشر بثلاث وسائل لا غير: ﴿وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ (٥١)،
وهكذا أوحى تعالى إلى النبي ﷺ عن طريق جبريل، فتختم السورة بالموضوع الذي بدأته (الآيات ١٣، ٧، ٣) أنه تعالى أوحى للرسل من قبل، كما أوحى بالقرآن الكريم إلى النبي فجعله نورا يهتدي به من يشاء الهداية (الآية ٨) إلى صراط الله الذي تصير إليه الأمور في الدنيا والآخرة: ﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾ (٥٢ - ٥٣).