للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿مَثَلُ الَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اِتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (٤١)

٤١ - الآيات (٤١ - ٤٤) تلخص، بشكل رمزي، موقف الأمم البائدة التي سبق ذكرها بالآيات المتقدمة (١٤ - ٤١)، وتضرب لها مثلا بيت العنكبوت:

﴿مَثَلُ الَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ﴾ من الأوثان، والأوهام، والرؤساء المؤلّهين ﴿كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اِتَّخَذَتْ بَيْتاً﴾ من نسيجها الضعيف، تكمن فيه، وتصطاد به فرائسها ﴿وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ﴾ لأنّ الحشرات التي تلوذ ببيت العنكبوت يكون مصيرها الهلاك، فالعنكبوت تفترسها رغم مظهرها الضعيف، وكذا عبدة الأوهام، فإن معبوداتهم الضعيفة توردهم موارد الهلاك ﴿لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ أنّ ما يلوذون به من أوهامهم سوف يقضي عليهم.

﴿إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٤٢)

٤٢ - ﴿إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ ما يدعون من دون الله ليس سوى الخيال والوهم ﴿وَهُوَ﴾ الله وحده ذو الوجود الحقيقي ﴿الْعَزِيزُ﴾ الغالب على أمره ﴿الْحَكِيمُ﴾ في تدبير شؤون عباده وإرشادهم.

﴿وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ﴾ (٤٣)

٤٣ - ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ﴾ كمثل بيت العنكبوت المذكور آنفا ﴿وَما يَعْقِلُها﴾ يفقه المغزى منها ﴿إِلاَّ الْعالِمُونَ﴾ الراسخون في العلم، الناظرون المتدبّرون في الآيات.

﴿خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (٤٤)

٤٤ - ﴿خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ وليس عبثا، بل هنالك مغزى، وهذا المغزى يستتبع الإيمان بالله الواحد، وكل شيء في الخلق ذو معنى، وليس من صدفة في شيء، انظر [الأنبياء ١٨/ ٢١]، ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ بالحكمة الإلهية الخافية على معظم الخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>