١٢ - ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ﴾ تشريفا للوادي وتواضعا لله تعالى، قال الألوسي: المعنى أيضا على المجاز؛ أي فرّغ قلبك من الدنيا ﴿إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً﴾ قال الزمخشري: الوادي طوى بمعنى ثنى، لأنه قدّس مرّتين، الأولى بندائه تعالى إلى موسى، والثانية برفع موسى إلى مصاف النبوّة.
١٤ - ﴿إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا﴾ تأكيدا على التوحيد ﴿فَاعْبُدْنِي﴾ لمعنى العبادة انظر شرح آيات [الذاريات ٥٦/ ٥١ - ٥٨]، ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾ وهكذا تقرّرالآية أنّ التوحيد وذكر الله هو المغزى، كما أنّه المبرر الفكري للعبادة والصلاة الحقيقية، في كل الأديان.
١٥ - ﴿إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها﴾ تكاد تكون خافية عن الغافلين، مع أنّ كل ما في الكون يشير إليها، فلا يعقل أن تكون الدنيا نهاية المطاف، إذ لا تستقيم العدالة إلا بوجودها: ﴿لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى﴾ كل ما يتعمّد