﴿وأن المعوّقين من الناس كالأعمى والأعرج والمريض ليس عليهم حرج في التخلّف عن القتال إذا نصحوا لله ورسوله: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً﴾ (١٧)
وتتنبأ السورة بفتح خيبر، بل بفتح مكة، في القريب العاجل الذي يلي بيعة الرضوان، وبالفعل فتحت خيبر بعد الحديبية بأشهر، وفتحت مكة بعد أقل من عامين من الحديبية: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً * وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ (١٨ - ١٩)
وقد وعد الله المؤمنين مغانم الدنيا والآخرة، فعجّل لهم مغانم الدنيا، وكفّ أيدي يهود المدينة عنهم كما كفّ عنهم أيدي كفار قريش ففتحت مكة دون قتال، مما هو آية للمؤمنين من بعدهم، وهداية لما يجب أن يكون عليه المؤمنون من الإعداد والتوكل على الله: ﴿وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً﴾ (٢٠)
وهنالك مغانم أكثر للمؤمنين من سعادة الآخرة ما هي في علم الغيب:
غير أن هذا الوعد بنصر المسلمين وهزيمة الكفار مشروط بأنه تعالى ينصر من ينصره، انظر آية [محمد ٧/ ٤٧]، وبكون المسلمين أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، انظر آيات [آل عمران ١١٠/ ٣ - ١١١، ١٣٩] وأن الله لا يغير ما