للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ﴾ (٩٤)

٩٤ - ﴿فَإِنْ كُنْتَ﴾ أيها الإنسان ﴿فِي شَكٍّ﴾ بعد كل هذه الآيات والعبر ﴿مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ﴾ من القرآن ﴿فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ المقصود بالكتاب جنسه أي كالكتب التي نزلت على أنبياء اليهود والنصارى والتي رغم تشويهها بقي فيها شذرات من الأصل ومنها النبوءات ببعثة خاتم الأنبياء والرسل ﴿لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ بنزول القرآن ﴿فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ﴾ الشاكّين، وهذه الآية ذات ارتباط بالآيتين (٥٧ - ٥٨)، وشبيه بها قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ فَعَدَلَكَ﴾ [الانفطار ٦/-٧]،

وأمّا ما أورده بعض المفسرين من أن الخطاب في الآية للنبي فغير مستساغ ولا معقول ولا يستقيم مع تتمة الخطاب في الآية (٩٥)، وقد أورد الرازي نحوا من هذا النفي، وكون السورة بكاملها مكية حيث لم يكن قد آمن وقتها من أهل الكتاب أحد دلالة على عمومية الخطاب، ولا شكّ أنّ المعنى العام للآية يؤدي تتابع الوحي الإلهي الذي نزل على الأنبياء ووحدة الغرض من رسالاتهم.

﴿وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ (٩٥)

٩٥ - ﴿وَلا تَكُونَنَّ﴾ أيها القاريء أو السامع ﴿مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ لأنّ كل من كذّب بالآيات خسر نفسه، وهو شبيه بقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام ١٢/ ٦]، والآية أمر باستدراك الفرصة قبل فواتها، كما سيرد في الآيات التالية (٩٦ - ٩٧ - ٩٨).

﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (٩٦)

٩٦ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ﴾ باستحقاقهم العذاب في علم الله القديم ﴿لا يُؤْمِنُونَ﴾ أي لرسوخهم في الكفر والتصميم عليه وإحاطة

<<  <  ج: ص:  >  >>