للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الفيل - ١٠٥ - مكية]

من أوائل السور المكية.

[الخلفية التاريخية]

كان أبرهة الأشرم يحكم اليمن من قبل نجاشي الحبشة إذ كانت اليمن تابعة للحبشة، وقد أراد أبرهة - وكان ثملا بالسلطة متعصبا مهووسا بالمسيحية - أن يصرف أنظار العرب عن الكعبة وعن حجّهم إليها فبنى في صنعاء كنيسة مهيبة مؤمّلا أن يؤمها العرب بدلا من الكعبة، فلمّا فشل في تحقيق مبتغاه قرّر اجتياح مكة وهدم الكعبة بالقوة، وكان ذلك في العام ٥٧٠ م، فحشد جيشا كبيرا ضمّنه عددا من الفيلة كانوا يستخدمونها في الحروب ممّا أرهب العرب وقتئذ وأذهلهم، إذ لم يسبق لهم أن شاهدوا مثل هذه الوسائل "الحربية" حتى أنهم أطلقوا على ذلك العام اسم (عام الفيل)، غير أنه في النتيجة دمّر جيش أبرهة تدميرا تامّا، ومات أبرهة نفسه وهو في طريق عودته إلى اليمن، والحادثة من إرهاصات النبوة لأن مولده كان في عام الفيل.

[ارتباط السورة بما قبلها]

هي استمرار لسورة الهمزة من حيث أنها تضرب مثلا بمن جمع مالا وعدّده، ويحسب أن ماله وسلطانه أخلده، مغترا بضلاله وبطول الأمل غافلا عن الحقيقة،

<<  <  ج: ص:  >  >>