للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النظم في السورة]

﴿تخاطب الآية الأولى مجتمع المسلمين - من خلال النبي بوجوب العدة في الطلاق، وقد أجمعوا أن طلاق النساء يجب أن يقع في فترة طهر من غير جماع:

﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ وأنه يجب إحصاء العدة:

﴿وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ﴾ كما هو مفصل بآية [البقرة ٢٢٨/ ٢]، وأنه خلال مدة العدّة لا يحق للرجل إخراج المرأة من بيتها: ﴿وَاِتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ﴾ ولا يكون الرجل سببا لإخراجها من تلقاء نفسها: ﴿وَلا يَخْرُجْنَ﴾ إلاّ أنه يحقّ له إخراجها في حالات استثنائية دامغة: ﴿إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ وأنّ من مقاصد مدة الانتظار - العدّة - أنها تتيح الفرصة لتهدئة خواطر الطرفين والمراجعة الهادئة وتفادي اتخاذ قرارات متسرّعة: ﴿لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً﴾ (١)

وأن اتخاذ القرار بالصلح أو الفراق بنهاية العدّة يجب أن يكون عن حسن نية بعيدا عن مشاعر الكراهية أو الانتقام، بلا ضرر ولا ضرار: ﴿فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ والشهادة أن لا يكون القرار متّخذا عن جهالة وحماقة: ﴿وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ وأن تقوى الله تقي المرء مواقع الضيق والكرب: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ وأن أمر الله جلّ وعلا نافذ لا محالة فلم يبق إلاّ التوكل عليه: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾ (٢ - ٣)

ثم تحدد السورة مدة العدّة لمن لا حيض لهنّ: ﴿وَاللاّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ اِرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاّئِي لَمْ يَحِضْنَ﴾ ومدة العدة

<<  <  ج: ص:  >  >>