٦ - ﴿ذلِكَ﴾ الأمر والإعجاز الذي سبق بيانه ﴿بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ وكل ما عداه باطل ﴿وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى﴾ وحده القادر على الإمداد بالحياة ﴿وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ لا يعجزه شيء.
٨ - ومع كل الدلائل القاهرة الآنفة الذكر على حتمية الآخرة والحساب فهنالك من يجادل ويكابر: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ﴾ في حقيقته ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ يقيني، بل عن تخمين، وعن تخبط في الجهل والتنظير ﴿وَلا هُدىً﴾ يهتدي به ﴿وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ﴾ يهتدي به من الوحي.
٩ - ﴿ثانِيَ عِطْفِهِ﴾ لاويا لجانبه، كناية عن عدم قبوله، متكبرا شامخا بأنفه، معرضا عن الحق ﴿لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ يجادل الآخرين بغرض الإضلال ﴿لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ﴾ حتى لو ازدهرت أحواله المادية في ظاهرها، فسوف يعيش بحالة من التعاسة والخواء الروحاني، والاضمحلال التدريجي لكل قيمة أخلاقية ﴿وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ﴾ من عذاب الغم، وهو أشد أنواع العذاب، انظرالآية (٢٢)﴾.