للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الدين، كما فسقت النصارى بابتداعهم التثليث وتأليه المسيح: ﴿وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ﴾ (١٦)

﴿وإن الله تعالى كما يحيي الأرض بعد موتها فكذلك بيده إحياء القلوب القاسية التي ماتت بالجهل وبالغفلة والضلال إن كان بها بقية من فطرة: ﴿اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (١٧)

وأن على الذين يسمّون أنفسهم مؤمنين أن يشفعوا القول بالعمل ولا سيما لجهة الصدقات والإنفاق: ﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ (١٨)

وتقارن الآية بين مآل المؤمنين الذين هم على استعداد للتضحية (الشهداء) وبين مآل الكفار المكذّبين: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ﴾ (١٩)

ثم تنبه السورة على أن الكافر يشتغل طيلة حياته بطلب زينة الحياة الدنيا وفي اللهو والتفاخر والتكاثر في الأموال ولا يعمل شيئا للآخرة، وتشبّه الدنيا بالنبات الذي ينمو بنزول المطر ثم لا يلبث أن يصفّر وينتهي: ﴿اِعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ﴾ (٢٠)

فالمطلوب أن يعمل الإنسان لآخرته كما يعمل لدنياه: ﴿سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١)

<<  <  ج: ص:  >  >>