نزلت في أواسط الفترة المكية حوالي السنة السادسة بعد البعثة.
[ارتباط السورة بما قبلها]
بعد أن ضربت سورة النور المتقدمة مثلا بنور الله في السماوات والأرض إذ يهدي عباده بالتنوير بالعلم وبآيات الآفاق وبالوحي، وأنّ كل ما في السماوات والأرض دالّ على وجوده وظهوره، وأن الوحي يشع في قلب المؤمن كأنه مصباح في مشكاة، وأن رسالة القرآن عالمية للناس كافة في مشارق الأرض ومغاربها: ﴿لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ﴾ والقرآن ﴿نُورٌ عَلى نُورٍ﴾ يهتدي إليه من يشاء الهداية إذا أعمل فيه عقله دون تحيز مسبق: ﴿يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ﴾ (٣٥/ ٢٤)، تبدأسورة الفرقان بالإشارة إلى القرآن فرقانا بين الحق والباطل نذيرا للعالمين: ﴿تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً﴾ (١/ ٢٥)، وأنّ الوحي القرآني ليس سوى جزء من المنظومة الكونية والآيات الآفاقية: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النّاسِ إِلاّ كُفُوراً﴾ (٥٠/ ٢٥).
[محور السورة]
نزول القرآن الكريم فرقانا بين الحق والباطل نذيرا للعالمين: ﴿تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً﴾ (١)، لكن المصرّين على الكفر