وعدم جواز التوصل لحلول وسط في شؤون العقيدة مع الكفار: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاُغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [٩/ ٦٦]، وأن قرابة الأنبياء والصالحين لا تنفع الخاطئين يوم القيامة [١٠/ ٦٦].
[النظم في السورة]
﷽
﴿التأكيد على عدم جواز تحريم ما أحل الله تعالى في سبيل إرضاء البشر: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (١) لأن النبي ﵊ كان قد حلف أن لا يقرب أزواجه لمدة شهر، واختلفت الروايات في سبب ذلك، غير أنها لا تخرج عن عاطفة الغيرة بين بعض أزواج النبي ﷺ، ومن العبر في القصة أن النبي بشر معرّض للخطأ سوى أن الوحي سرعان ما يرشده إلى الصواب، ونظير الآية قوله تعالى: ﴿عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ [التوبة ٤٣/ ٩]،
فتبيّن السورة في هذه الحالة وجوب التحلل من اليمين المناقض للشرع، والكفارة عنه: ﴿قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (٢)، وكفّارة الأيمان مذكورة في آية [المائدة ٨٩/ ٥].
وتسرد جانبا من قصة النبي ﵊ مع بعض أزواجه، وبحسب بعض الروايات فقد تنبأ لزوجته حفصة بخلافة أبي بكر وعمر، ثم أعرض عن إعلان ذلك وكتمه لكي يبقى الأمر شورى بين المسلمين: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴾ (٣)
وتنتقل السورة لمخاطبة زوجتي الرسول عائشة وحفصة فتعاتبهما، لأن حفصة أفشت السر إلى عائشة فلم تكتمه: ﴿إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ﴾ فالتوبة أجدر