للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [/ ١٤١ - ٣]، غير أن المصرّين على الكفر يستبعدون سلفا مجرد التفكير في دعوة القرآن بل هم عاملون في الصد عنه: ﴿وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ﴾ [/ ٥٤١]، حتى أنهم لا يكتفون بالصد عنه بل يتعمّدون تشويه معانيه والعمل على اللغو فيه: ﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَاِلْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ [/ ٢٦٤١]، غير أنّ جهودهم لتشويه القرآن تذهب سدى، لأن الله تعالى تعهّد بأن لا يأتيه الباطل لا بشكل سافر ولا بشكل خفيّ مدسوس: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [/ ٤١٤١ - ٤٢] وأن القرآن هدى وشفاء لما في الصدور من الشك والحيرة - لمن لديه استعداد لذلك - أمّا المصممون على إغلاق عقولهم سلفا فلا سبيل للوصول إليهم: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ﴾ [/ ٤٤٤١]، فما الذي يمنعهم من دراسة القرآن دراسة جدية، بلا تحيّز مسبق، كي يوقنوا بمصدره الحقيقي، فمن لا يفعل ذلك لا ترجى هدايته:

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ﴾ [/ ٥٢٤١]،

[النظم في السورة]

﴿تأكيد على أن القرآن وحي إلهي: ﴿حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ (١ - ٢)،

مفصّل بوضوح لمنفتحي الذهن: ﴿كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (٣)،

<<  <  ج: ص:  >  >>