٩ - ﴿أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً﴾ القائم بواجب الطاعات والعبادات في ساعات الليل بعيدا عن الرياء، هل يمكن أن يكون مساويا في العلم والأجر؟ للكفار والمذبذبين المذكورين آنفا؟ ﴿يَحْذَرُ الْآخِرَةَ﴾ يحذر ما يؤدي لعذاب الآخرة من الكفر والمعاصي ﴿وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ﴾ فيفوز بما يرجو من النعيم ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ﴾ ذلك؟ فاستفادوا من نعمة العقل ونعمة الوحي ﴿وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ رغم أن وسائل العلم متاحة لهم ﴿إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ الذين يعملون بما يعلمون.
١٠ - ﴿قُلْ﴾ لهم أيها الرسول تلخيصا للآيات (٧ - ٩): كذلك قال الله ربكم:
﴿يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا﴾ معصية ﴿رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا﴾ العمل ﴿فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ﴾ وهي الجنة ﴿وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ﴾ للذين يبغون الهجرة إلى أرض يمارسون فيها عباداتهم بحرية بعيدا عن الاضطهاد، ويمارسون الدعوة، انظر شرح [النساء ٩٧/ ٤]، وأما ما ذكره الفقهاء من تقسيم الدنيا إلى دار إسلام ودار كفر فقد كان انعكاسا لأوضاع راهنة فرضت على الأمة، وليس تعبيرا نظريا عمّا يجب أن يكون أبد الدهر ﴿إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ﴾ يوفّى الصابرون على المحن الدنيوية من مرض وبلاء، فوق إحسانهم ﴿أَجْرَهُمْ﴾ في الآخرة ﴿بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ وأمّا ما نالوه في الدنيا فهو عاجل حظهم.