والقول والعمل عن الرياء وعن التقصير: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى * وَذَكَرَ اِسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى﴾ [١٤/ ٨٧ - ١٥]، ولكن بصيرة البعض قاصرة على الدنيا فقط دون الآخرة: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى﴾ [١٦/ ٨٧ - ١٧].
[النظم في السورة]
﷽
﴿الأمر بتنزيه اسمه تعالى عمّا لا يليق به من الأوصاف والمعاني وعمّا يقوله المبطلون: ﴿سَبِّحِ اِسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ (١)
إذ خلق ﷾ الخلق متناسبا مع ما هو مخلوق له من متطلبات:
﴿الَّذِي خَلَقَ فَسَوّى﴾ (٢)
وحدّد طبيعة المخلوقات فهداها لما خلقت له: ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى﴾ (٣)
وعلّم الإنسان ما لم يعلم فجعل علوم البشر والحضارات تراكمية:
﴿سَنُقْرِئُكَ﴾ أيها الإنسان ﴿فَلا تَنْسى﴾ (٦)، ونظيره قوله: ﴿عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق ٥/ ٩٦].
إلاّ ما أصبح من العلوم والتقنية باليا فحلّت محلّه علوم جديدة أحدث من سابقتها: ﴿إِلاّ ما شاءَ اللهُ﴾ (٧)
غير أنّ علوم البشر محصورة بالظاهر - الجهر -، قاصرة دون علم الغيب - ما يخفى - ودون الحقيقة المطلقة التي لا يدرك الإنسان من كنهها شيئا إلاّ بطريق الوحي الإلهي: ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (٧)﴾ فالله تعالى يعلم الجهر من عالم الشهادة، كما يعلم ما يخفى على الإنسان من عالم الغيب،