تأكيد مسؤولية الفرد يوم الحساب عمّا قام به من عمل وما ترك من واجب:
﴿يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ﴾ [١٣/ ٧٥]، وأن علم الساعة في القرآن الكريم من الوضوح ما يوجب التأنّي في استيعاب معاني القرآن: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ [١٦/ ٧٥]، فكيف يليق بالإنسان التفكير أنه غير مسؤول عن أعماله وأن لن يحاسب عليها؟ ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً﴾ [٣٦/ ٧٥].
[النظم في السورة]
﷽
﴿تفتتح السورة بالتنبيه على حتمية وقوع الساعة والحساب: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ﴾ (١)
والتنبيه أنّ النفوس في قرارتها تدرك نقائصها وقصورها وفجورها، ثم لا تستجيب لداعي الحق، وفي نهاية المطاف تلوم نفسها يوم الحساب: ﴿وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ﴾ (٢)
فكيف يليق بها التعامي عن القيامة؟ ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ﴾ (٣)
رغم المعجزات الماثلة ومنها تسوية البنان والبصمات الفردية التي لا يتشابه منها اثنان: ﴿بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ﴾ (٤)
فالإنسان المشكّك يفجر فيما بقي أمامه من الزمن، إذ يسوّف ويتعلق بالأمل كما لو كان موقنا بعدم البعث: ﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ * يَسْئَلُ أَيّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ﴾ (٥ - ٦)
ثمّ عندما تقع الواقعة يحار البصر في هولها: ﴿فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧)﴾