للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَكُنّا فاعِلِينَ﴾ ذلك، والمغزى أنّ داود كان يستشعر في نفسه عظمة الخالق بما يشاهد في الطبيعة من عجائب الخلق.

﴿وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ﴾ (٨٠)

٨٠ - ﴿وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ﴾ وهي صناعة الدروع المعدنية التي تلبس دفاعا عن النفس ﴿لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ﴾ من بأس أعدائكم، أي من حروبهم العدوانية ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ﴾ لهذه النعم؟

ومن المعروف تاريخيا أن العصر البرونزي كان قد انتهى في فلسطين قبل عهد داود بزمن، ثم إن داود كان يستورد فلز الحديد إلى فلسطين خصيصا لصناعة الدروع، ولأغراض أخرى منها صناعة الأدوات المعدنية اللازمة للزراعة والحراثة، انظر قوله تعالى: ﴿وَأَلَنّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ [سبأ ١٠/ ٣٤]، وأيضا قوله تعالى: ﴿وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ [سبأ ١٢/ ٣٤]، أي فلز البرونز من الحديد والنحاس.

﴿وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ﴾ (٨١)

٨١ - ﴿وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ﴾ بأساطيله التجارية في البحر الأحمر ﴿إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها﴾ وهي بلاد الحجاز، بما فيها مكة المكرمة والكعبة المشرّفة ﴿وَكُنّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ﴾ بما يقوم به سليمان من خدمة الأراضي المباركة في فلسطين والحجاز، انظر أيضا قوله تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ﴾ [سبأ ١٢/ ٣٤]، أي تسير الريح بأساطيله ذهابا وإيابا شهرا بشهر، لهذه الأغراض، وهذا الموضوع ثابت تاريخيا من استخدام سليمان لأساطيل تجارية كثيرة في البحر الأحمر، وكذا في البحر الأبيض المتوسط، انظر أيضا قوله تعالى: ﴿فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ﴾ أي بأساطيله التجارية ﴿رُخاءً حَيْثُ أَصابَ﴾ [ص ٣٦/ ٣٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>