٨٥ - ﴿وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا﴾ فتكون وبالا عليهم ﴿وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ﴾ الآية معطوفة على ما قبلها، فالآية المتقدمة تأمر النبي، والمؤمنين، أن لا يصلّوا عليهم، وتضيف هذه الآية ألاّ يعجبوا بكثرة أموالهم وأولادهم لأنهم مصرّون على الكفر ويموتون عليه، فكيف يمكن أن تعجب أموالهم وأولادهم؟
والفرق بين هذه الآية والآية (٥٥) من حيث المغزى وسياق المعنى، فالآية (٥٥) والآيات (٥٦ - ٥٧) التي تليها توضح أنّ ثروة المنافقين وأولادهم لم توفر لهم السعادة الدنيوية والروحية المرجوّة، بل تصف حالة القلق والذعر والترقب التي يعيشونها، وفوق ذلك فإنّ الصدقات من أموالهم لا يثابون عليها، الآية (٥٤).
٨٦ - ﴿وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ﴾ تأمرهم بالإيمان والجهاد: ﴿أَنْ آمِنُوا بِاللهِ﴾ إيمان اليقين ﴿وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ﴾ أي صدّقوا الإيمان بالعمل في أقوى حالاته، وهو الجهاد بالأموال والأنفس ﴿اِسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ﴾ بالقعود والتخلف عن الجهاد، وأولوا الطول أصحاب السعة في الرزق والأموال، أو الرؤساء والأكابر المعتبرون، فهم أولى وأقدر من غيرهم على الجهاد والبذل، ومع ذلك يستأذنون في القعود ﴿وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ﴾ رغم أن الوحي نزل يأمرهم بالجهاد.