للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعازمون على تكراره ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ إن كنتم مؤمنين بكتابكم كما تزعمون، فليس فيه الأمر بقتل الأنبياء.

﴿وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اِتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ﴾ (٩٢)

٩٢ - ﴿وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ﴾ وهي المعجزات القاهرة كفلق البحر وغيره ﴿ثُمَّ اِتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ﴾ معبودا ﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾ عبدتم العجل بعد أن ذهب موسى لميقات ربه في الطور، وبعد وفاة سليمان أيضا ارتكستم إلى الوثنية وإلى عبادة العجول الذهبية ﴿وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ﴾ لأنفسكم، والمعنى أنكم تدّعون الإيمان بما أنزل عليكم، مع أنكم عبدتم العجل رغم البينات التي جاءكم بها موسى.

﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاِسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٩٣)

٩٣ - ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ واذكروا إذ أخذنا ميثاقكم عند جبل الطور ﴿خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاِسْمَعُوا﴾ تمسّكوا بالتوراة بجدّ وبعزيمة، واسمعوا ما فيها سماع تفكّر وتفهّم ﴿قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا﴾ سمعوه فتلقّوه بالعصيان، لأنّ أعمالهم التي تلت الميثاق تبرر هذا التعبير المجازي، فقد أضاعوا معظم التوراة وحرّروا بدلا عنها من عند أنفسهم وحسب أهوائهم، وكفروا بمن جاءهم من الأنبياء بعد موسى ﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ﴾ حبّ ﴿الْعِجْلَ﴾ وتهالكوا على عبادة المادة التي رمز إليها بعبادة العجل الذهبي، انظر شرح الآية (٥١)﴾، ﴿بِكُفْرِهِمْ﴾ بسبب كفرهم وإنكارهم الحقيقة ﴿قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ﴾ لأنّ إيمانكم الذي تزعمون يأمركم بالشرور والآثام لا غير ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ فإنكم غير مؤمنين حقيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>