للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإرشاد فيتركه لخياره الحر الناتج عن سوء استعداده ومكابرته وعناده ﴿وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ﴾ إلى الله تعالى ورجع إليه، وهو وأمثاله من المذكورة صفاتهم في الآية التالية:

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (٢٨)

٢٨ - ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ انتهى أمرهم إلى الإيمان، ثم تبين الآية التالية أن الإيمان يجب أن يقترن بالعمل الصالح ﴿وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ﴾ تستقر وتسكن قلوبهم بتلاوة الذكر الحكيم وهو القرآن، وتدبر آياته، واستخدام الفعل المضارع لإفادة دوام الاطمئنان وتجدده حسب دوام الذكر ﴿أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ لأن القرآن المجيد معجزة باقية إلى يوم القيامة تطمئن القلوب بتلاوته وتدبّر آياته، قال الألوسي: وفي ذلك إشعار أن الكفرة لا قلوب لهم وأفئدتهم هواء إذ لم يطمئنوا بالقرآن ولم يدركوا آياته، مع أنه أظهر الآيات على الإطلاق وأبهرها.

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ (٢٩)

٢٩ - ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ تأكيد على وجوب اقتران الإيمان بالأعمال الصالحة ﴿طُوبى لَهُمْ﴾ فرح وقرة عين وغبطة والعيش الطيب لهم والسلام الروحاني ﴿وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ حسن المرجع والمستقر.

﴿كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ﴾ (٣٠)

٣٠ - ﴿كَذلِكَ﴾ أي مثل ذلك الإرسال العظيم الشأن، المصحوب بالمعجزة القرآنية الباهرة التي يهتدي بها المنيبون ﴿أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ﴾ مضت قبلها أمم كثيرة قد أرسل لهم رسل ﴿لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ﴾ لتقرأ عليهم الوحي الأخير ليفقهوه وليهتدوا بهديه ﴿وَهُمْ﴾ أي المصرّون على الكفر ﴿يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ﴾ بإنكار الإله أو بإنكار الهدي الإلهي أو بالشرك ﴿قُلْ هُوَ﴾ الرحمن ﴿رَبِّي﴾ خالقي ومتولّي أموري ﴿لا إِلهَ إِلاّ هُوَ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>