للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم سلبا أو إيجابا، انظر آية [الأنفال ٥٣/ ٨]، فكل ذلك من سننه تعالى التي لا تتبدل: ﴿سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً﴾ (٢٣)

﴿وقد أنعم تعالى على المؤمنين في الحديبية بأن توصلوا إلى الصلح مع قريش دون قتال، وفي رواية أن المسلمين أوقعوا في الأسر مجموعة من ٣٠ - ٨٠ من فرسان قريش حاولوا الانقضاض على المسلمين في الحديبية ثم أطلق المسلمون سراحهم بعد الصلح: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً﴾ (٢٤)

وأنه يستحيل على المرء أن يعرف إن كان غيره من الناس يستحق رحمة الله أو عقابه، وذلك من أسباب عودة الرسول وصحبه إلى المدينة دون أداء العمرة تفاديا لدخول مكة عنوة وتفاديا لوقوع ضحايا أبرياء: ﴿هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ (٢٥)

وأنّ استكبار مشركي مكة الذي بدا في حميّتهم الجاهلية وتحكّمهم في شكليات نصوص صلح الحديبية قابله من جانب المؤمنين السكينة والطمأنينة وكان جوهر المعاهدة في صالح المؤمنين فلم يتمكن المشركون من استفزاز المسلمين: ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾ (٢٦)

وما لبثت ثمار صلح الحديبية أن تحققت، فبعد عام من إبرامها عاد المسلمون فدخلوا مكة سلما وأدوا مناسك العمرة، وبعد أقل من عام آخر أي في رمضان

<<  <  ج: ص:  >  >>