﴿والنتيجة أنه تعالى ينصر رسله والمؤمنين في الدنيا والآخرة: ﴿إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ﴾ (٥١ - ٥٢)،
وفي حين رفض فرعون وقومه رسالة موسى وهديه فقد حمّل بنو إسرائيل عبء الرسالة: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ﴾ (٥٣)،
غير أن الهدى لا يستفيد منه إلاّ ذوو الألباب: ﴿هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ﴾ (٥٤)،
أما من أغلقوا عقولهم وتوارثوا القيم الزائفة عن آبائهم فلا بد من الصبر معهم: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاِسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ﴾ (٥٥)،
كما لا بد من الصبر مع المجادلين في الوحي بلا برهان يقيني إذ هم مستكبرون بأوهام لا يمكن بلوغها - موضوع الآيات ٣٥، ٥، ٤ - : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (٥٦)،
وأن خلق الإنسان ليس سوى جزء يسير جدا من خلق الكون الهائل، فمن التفاهة أن يخالط الكبر نفس الإنسان أو يظن نفسه محور الكون: ﴿لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (٥٧)،
ومن عمي عن الحقيقة ليس كمن يراها: ﴿وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (٥٨)﴾،