وأنفسهم، وأيضا للقاعدين عن الجهاد بسبب العجز المالي أو الجسمي، لأنهم يتمنّون لو كانوا قادرين على الجهاد لقاموا به، ويحتمل المعنى أيضا أنه وعد بالحسنى لعموم القاعدين من المؤمنين بحسب نيّاتهم، لأنّ الجهاد فرض كفاية ﴿وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ﴾ بلا عذر ﴿أَجْراً عَظِيماً﴾ وهو ما سيلي بيانه.
٩٧ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ أي الذين يدركهم الموت وهم لا يزالون يظلمون أنفسهم بالمعاصي، أو الذين لم يزالوا يتركون الجهاد - بمعناه الواسع - في سبيل الله بلا عذر، أو الذين لم يهجروا الشر ويتوجهوا إلى الله، لأن الهجرة ليست مكانية فقط بالضرورة، أو الذين لم يهاجروا من أماكن الاضطهاد الديني إلى أماكن الحرية الدينية لكي يتمكنوا من إقامة شعائر دينهم بحرية ﴿قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ﴾ سألتهم ملائكة الموت: ما كان خطبكم في الحياة الدنيا؟ وذلك توبيخا لهم على سابق حالهم ﴿قالُوا كُنّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ أجابوهم معتذرين بأنهم كانوا معرضين للاضطهاد فلم يستطيعوا القيام بشيء من أمر دينهم ﴿قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها﴾ أي كان عليكم أن تهاجروا لكي تحرروا أنفسكم من ذل العبودية والاضطهاد بدلا من انصرافكم وانصراف ذريتكم عن الإسلام وذوبانكم وذوبان الذرية في مجتمع الكفر، فهنالك الكثير من البلدان - إسلامية وغير