٢٤ - بعد أن بينت الآية (١٨) أن أعمال الكفار تذهب هباء منثورا، ثم بينت الآيات (٢١ - ٢٢) أن الذين استحقوا العذاب إنما استحقوه بمحض اختيارهم وحريتهم، وفي الآية (٢٣) أن المؤمنين الذين عملوا الصالحات يدخلون الجنة بسلام، تضرب الآيات (٢٤ - ٢٧) مثلا بالكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً﴾ هي شهادة التوحيد، وقيل هي القرآن، وقيل دعوة الإسلام، وقيل التسبيح والتنزيه، وقيل الثناء على الله تعالى، وقيل كل كلمة حسنة أي هي الكلمة الطيبة بأوسع معانيها ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ﴾ أي طيبة الثمار والمنظر والرائحة ﴿أَصْلُها ثابِتٌ﴾ جذورها ضاربة في الأرض لا تقتلعها العواصف والشدائد ﴿وَفَرْعُها﴾ أي فروعها أو أعلاها ﴿فِي السَّماءِ﴾ أي في جهة العلوّ.
٢٥ - ﴿تُؤْتِي أُكُلَها﴾ ثمارها الدنيوية والأخروية ﴿كُلَّ حِينٍ﴾ على الدوام ﴿بِإِذْنِ رَبِّها﴾ أي بأمره ﴿وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ لأن في ضرب الأمثال زيادة تفهيم وتذكير للناس فهو تصوير المعاني العقلية بصور المحسوسات.
٢٦ - ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ هي كلمة الكفر، وقيل هي الدعاء إليه، والدعاء لغير الإسلام، أو الكذب، أي هي الكلمة الخبيثة بأوسع معانيها بما يتمثل فيها