من أوائل السور المكية، ورجّحوا أنها الحادية عشرة في ترتيب النزول.
[الخلفية التاريخية]
قالوا في مناسبة النزول أن الوحي احتبس عن النبي مدّة فقال المشركون: قد قلاه الله وودعه، ولو كان رسولا لما احتبس عنه، فشكا النبي ﷺ مخاوفه لخديجة فقالت: كلاّ والذي بعثك بالحق ما ابتدأك الله بهذه الكرامة إلاّ وهو يريد أن يتمّها لك، وطعن الأصوليون في صحة الرواية - ذكره الرازي - وقالوا إنه لا يليق بالرسول ﷺ أن يظن احتباس الوحي عنه فهو يعلم أن عزل النبي عن النبوة غير جائز في حكمته تعالى، كما يعلم أن نزول الوحي يكون بحسب المصلحة،
وبغضّ النظر عن صحة الرواية، وحتى لو قبلنا أن الخطاب موجه بالدرجة الأولى إلى النبي ﷺ، فلا يمنع أن تكون السورة ذات مغزى أوسع وأعمّ، لأنهم قالوا إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فيكون الخطاب عندئذ تثبيتا وطمأنة ليس فقط للدعاة في كل وقت، بل لكل مؤمن ومؤمنة في حالات البؤس والمشاق التي تعصف بكل إنسان في بعض مراحل حياته ولو كان طاهرا تقيا نقيّا، انظر آية [البلد ٤/ ٩٠]، حتى أن بعض المبتلين قد يصل به اليأس إلى التشكيك بالعدالة الإلهية، انظر آية [الفجر ١٦/ ٨٩].