٤٥ - ما دام الأمر على النحو المذكور في الآية (٤٤) من وجود مغزى للخلق، فلم يبق على المؤمن سوى تلاوة آيات الذكر الحكيم تلاوة فهم وتدبّر، والمواظبة على الصلوات المكتوبة، للتوصل إلى السلوك القويم أولا، وإلى هذا المغزى ثانيا:
﴿اُتْلُ﴾ أيّها المؤمن ﴿ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ﴾ ما فهمته، أيها المؤمن، من الوحي القرآني ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ﴾ في مواعيدها ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ يستحيل أن يجتمعا مع الصلاة، وإلاّ كانت الصلاة نفاقا ورياء، انظر [الماعون ٥/ ١٠٧]، ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ من أي شيء من الخيرات، فلا شيء أفضل من ذكر الله ﴿وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ﴾ من خير أو شر، فتحاسبون عليه.
٤٦ - انتقال الخطاب من واجبات المؤمن تجاه نفسه إلى تحديد واجباته في الدعوة تجاه الآخرين من أهل الكتاب، الآيات (٤٦ - ٥٥):
﴿وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ بأحسن الأساليب، والجدل والنقاش مطلوب من ذوي المؤهلات فقط، وليس أن يتصدّى له كل أحد من الناس ﴿إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ المصرّون على الظلم من أهل الكتاب لا ينبغي مجادلتهم أصلا ﴿وَقُولُوا آمَنّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ﴾ من الوحي ﴿وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ﴾ لا نعبد غيره ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ مستسلمون منقادون مذعنون.