٢١ - ﴿قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ﴿وَلِنَجْعَلَهُ﴾ أي عيسى ﵇ ﴿آيَةً لِلنّاسِ﴾ معجزة ﴿وَرَحْمَةً مِنّا﴾ للناس، بما سوف يتنزّل عليه من الوحي بما يفيدهم ويصحح انحرافاتهم ﴿وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا﴾ في حملها عيسى ﵇، محقق قضاؤه حتما منذ خلق الله السماوات والأرض.
٢٢ - ﴿فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ﴾ بالمسيح ﴿مَكاناً قَصِيًّا﴾ بعيدا من أهلها، خارج المعبد.
﴿فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا﴾ (٢٣)
٢٣ - ﴿فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ نخلة ذهبت إليها لدى شعورها بالمخاض ﴿قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا﴾ قالته لشدّة ما كانت عليه من مشقة المخاض من جهة، ولما سوف تواجه به الناس بعد الولادة من جهة ثانية.
٢٤ - ﴿فَناداها﴾ صوت ﴿مِنْ تَحْتِها﴾ من تحت النخلة ﴿أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ جدولا يسري ماؤه، وتحتها بمعنى تحت ناظرها، وذلك أيضا على سبيل الإعجاز.
٢٥ - ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا﴾ في مزيد من الإعجاز؛ لأن اهتزاز النخلة من جذعها يحتاج لقوة كبيرة، خاصة أن النخلة كبيرة ومثمرة.