المزّمل السورة الرابعة في ترتيب النزول بعد العلق - القلم - المدّثّر، وقيل بل الثالثة، وإن تكن بعض آياتها قد تأخرت عنها.
[ارتباط السورة بما قبلها]
ختمت سورة الجن بأن الله تعالى يحمي رسله ممّا بين أيديهم من القوى المادية في الدنيا، وممّا يخفى عليهم من القوى الغيبية: ﴿إِلاّ مَنِ اِرْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً﴾ [لجن ٢٧/ ٧٢] لكي يكون أداؤهم وإبلاغهم الرسالات السماوية على أكمل وجه: ﴿لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ﴾ [الجن ٢٨/ ٧٢]، ثم تنتقل سورة المزّمل إلى دعوة النبي ﷺ للقيام بمهام بعثته النبوية من البلاغ والصبر على الكفار: ﴿وَاِصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاُهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً﴾ [المزّمل ١٠/ ٧٣]، وأن الله تعالى متولّي أمور المكذّبين: ﴿وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً﴾ [المزّمل ١١/ ٧٣]،
وفي سورة الجنّ أنّ النعم قد تكون ثوابا وفتنة في ذات الوقت، ثمّ إنّ الإعراض عن القرآن يكون مقدمة لأسوأ العواقب: ﴿وَأَنْ لَوِ اِسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً﴾