٣٤ - ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ﴾ وحده يعلم موعدها، لا تأتيكم إلا بغتة ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ المطر ﴿وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ﴾ ليس فقط أنه يعلم نوع الجنين من ذكر أو أنثى، بل أيضا إن كان سوف يخرج الجنين إلى قيد الحياة، وفي تلك الحال ما سوف تكون عليه جبلّته وشخصيته في الدنيا؟ وما الدور الذي سوف يقوم به في حياته؟ الحياة التي رمزت الآية إلى أوّلها بالغيث، وإلى آخرها بقيام الساعة ﴿وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً﴾ في مستقبلها من خير أو شرّ ﴿وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ فمن باب أولى أنها لا تدري توقيت موتها ﴿إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ﴾ بمصالح عباده فلا يكشف لهم حجب الغيب من موعد قيام الساعة ولا موعد آجالهم ﴿خَبِيرٌ﴾ في ظواهر الأمور وبواطنها.