للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ الذين أوتوا فهم القرآن ﴿الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ﴾ يسلّمون أنّ القرآن هو الحق، بعد أن فهموه، وفهموا إعجازه ﴿وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ﴾ القرآن يهدي إلى سبيل الله الغالب على أمره ﴿الْحَمِيدِ﴾ المستحق الحمد على نعمائه، سواء حمده حامد أم لم يحمد، في إشارة إلى الآية (١).

﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ (٧)

٧ - ﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ المصرّون على الكفر يقولون ذلك في كل العصور ﴿هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ﴾ هو النبي ، يقولون ذلك استهزاء ﴿يُنَبِّئُكُمْ﴾ يخبركم بأمر عجيب ﴿إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ إذا صرتم في القبور وفنيت أجسادكم ﴿إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ يقول لكم: إنكم سوف تبعثون من جديد.

﴿أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ﴾ (٨)

٨ - ﴿أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً﴾ المعنى أنهم مقرّون بوجود الله، لكنهم منكرون للآخرة، فنسبوا قول النبي عن الآخرة إلى الكذب والافتراء بظنّهم ﴿أَمْ بِهِ جِنَّةٌ﴾ زعموا: إن لم يكن كاذبا فهو مجنون ﴿بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾ منكرو الآخرة ﴿فِي الْعَذابِ﴾ المترتّب على إنكارهم، لتحقّق الرجس فيهم، وهذا العذاب دنيوي، لأن الضلال البعيد التالي ذكره لا معنى له أن يكون في الآخرة، والعذاب الدنيوي ينتج عن التخبط الأخلاقي وانعدام القيم الأخلاقية، والفساد، لرغبة المنكرين اللاشعورية في التهرب من المسؤولية والحساب ﴿وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ﴾ هم في كمال اختلال العقل وغاية الضلال الذي هو الجنون حقيقة، فقد أنكروا حكمة الله تعالى في خلق الكون ولزوم الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>