للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ (١٨)

١٨ - ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ صمّ عن سماع الحق، بكم عن التعبير به، وعمي عن الإدراك السليم، ولذا لا يرجعون إلى الهدى الذي باعوه ولا عن الضلالة التي اشتروها.

﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ﴾ (١٩)

١٩ - ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ أو أنّ مثل المنافقين والماديين، كمثل من أصابه صيّب من السماء، وهو المطر الشديد، فلم يستفيدوا منه، وإنّما كان همّهم محصورا في تفادي الشدائد المرافقة له، والصيّب من السماء رمز إلى الإيمان والقرآن، وأمّا ظلمات الغيوم الداكنة والبرق والرعد فترمز إلى المحن والابتلاء والمشاقّ والتكليف، ووجوب التخلّي عن التقليد والأهواء، والانقياد للإسلام، كل ذلك ممّا هو شاق على المذبذبين ضعاف الإيمان، والآية تصوّر حالة القلق والفزع وعدم الاستقرار التي يعيشونها ﴿يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾ يظنّون أن سلوكهم يجعلهم بمنجاة من سوء العاقبة، فكما أن صم الأذنين عن صوت الصواعق لا يفيد صاحبه فكذا النفاق والمسك بالدنيا يوقع أصحابها في عواقب عملهم ﴿وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ﴾ لا نجاة لهم إلا بالإسلام والإخلاص.

﴿يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٢٠)

٢٠ - ﴿يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ﴾ لانبهارهم بالحق، ومع ذلك فإنهم يتخبطون في سبيل مصالحهم الدنيوية ﴿كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ﴾ يتقدمون قليلا نحو الصواب عندما تبدو لهم الظروف ملائمة ﴿وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا﴾ عندما تظهر المشاقّ في الأفق، أو عندما يتوجب عليهم عمل ما يخالف أهواءهم

<<  <  ج: ص:  >  >>