وفي الآية اشارة واضحة إلى حسد اليهودية والمسيحية للمسلمين بسبب نزول الوحي على النبي ﷺ، ولاعتقادهم باقتصار الوحي على أنبيائهم فقط ﴿فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾ أي قد سبق أن آتينا النبوة لإبراهيم وذريته من بني إسرائيل، فكيف يستغربون أن تصير النبوة لذريته من سلالة اسماعيل، انظر شرح آية [البقرة: ٢/ ١٢٢].
وفي تفسير المنار أنه بعد انتقال النبوة لذرية إبراهيم من إسماعيل، والعرب منهم، فتكون الآية مبشّرة لهم بالملك الذي تبع نبوة النبي ﷺ.
٥٥ - ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ﴾ من اليهود من آمن برسالة إبراهيم ورسالات ذريته من إسحاق وإسماعيل ومنهم من عصى ﴿وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً﴾ للعصاة منهم.
٥٦ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا﴾ بعد أن بلغتهم وصارت واضحة لهم ﴿سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ﴾ كناية عن العذاب المقيم لمن أدرك الآيات وكفر بها ﴿إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ فمن حكمته تعالى أن جعل الكفر والمعاصي سببا للعذاب، وجعل سنته في ربط الأسباب بالمسببات مطردة فهو عزيز غالب على أمره.