٨٣ - ﴿تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً﴾ على النقيض ممّا كان عليه قارون وأمثاله ﴿وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ الذين بخيارهم الأخلاقي توصّلوا إلى المنزلة التي هم فيها، وليس لعدم اكتراثهم بالخيار، أو لأنّ الفرصة لم تتح لهم للتوصّل إلى دنيا المادة.
٨٤ - ﴿مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها﴾ يجزيه الله تعالى بأحسن من عمله الحسن، كما في قوله تعالى: ﴿لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور ٣٨/ ٢٤]، انظر أيضا [الأنعام ١٦٠/ ٦]، ﴿وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ جزاء وفاقا، بلا زيادة ولا نقصان، فمعاناة المجرمين في الآخرة ليست سوى نتيجة طبيعية واستمرارية لإجرامهم في الدنيا.
٨٥ - بعد قصة قارون والعبر منها، تبيّن الآيات التالية مسؤولية الإنسان الأخلاقية بعد نزول القرآن على البشرية:
﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ﴾ أيها الإنسان ﴿لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ﴾ للبعث وللحساب ﴿قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى﴾ من جاء في آخرته وهو على هدى ﴿وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ من جاء في آخرته ضالاّ عن الهدي الإلهي، لم ينظر في القرآن، ولم يهتد به.