للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثالثا: بسبب اعتبارهم آية النسخ هذه بمعزل عن سياق المعنى، مما يفسد النظم القرآني ولا يليق بكلامه تعالى،

يضاف إلى كلّ ذلك أنه لا يوجد إجماع بينهم على الآيات التي يزعم أنها منسوخة، فالزهري (المتوفّى ٧٤٢ م، قرّر أنها ٤٢ آية)، ثم ازداد العدد بعده باطراد حتى زعم ابن سلامة (المتوفّى ١٠١٨ م) أن عددها ٢٤٨، وبعده عاد العدد للتناقص فقال السيوطي (المتوفّى ١٥٠٥ م) أن عددها ٢٠ فقط، ثم قال شاه ولي الله الهندي (المتوفى ١٧٦٢ م) أنها خمسة.

ومن ذلك مثلا آيات تحريم الخمر الواضح أنها ليست سوى تدرج في التشريع نحو التحريم:

١ - ﴿وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [النحل ١٦/ ٦٧]

﴿٢ - ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ [البقرة ٢/ ٢١٩]

٣ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ﴾ [النساء ٤/ ٤٣]

٤ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة ٥/ ٩٠].

﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ (١٠٧)

١٠٧ - ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ﴾ أيها الإنسان ﴿أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ فينسخ من الشرائع السابقة ما يشاء بحسب حكمته البالغة ما قد يفوت إدراك البشر، وبحسب ارتقاء الفكر البشري من عصر لآخر، وأن من له ملك

<<  <  ج: ص:  >  >>