١٠٥ - استمرار الخطاب لما قبله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اِهْتَدَيْتُمْ﴾ أي لا عليكم أيها المؤمنون من هؤلاء المقلّدين - المذكورين في الآية السابقة - إذا قمتم بواجباتكم من العبادات والعمل، وقمتم بواجبكم في الدعوة إلى الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا تؤاخذون بضلال غيركم، حتى لو أصر الآخرون على المعصية، وليس عليكم إكراه الآخرين على الهدى ﴿إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً﴾ مصيركم إلى الله أنتم ومن خالفكم ﴿فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فيجازي كل إنسان بعمله.
١٠٦ - انتقال الخطاب إلى التشريع: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ﴾ أي شهادة ما بينكم من المنازعة أو الخصومة التي قد تنشأ عن الوصية ﴿إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾ إذا شارف أحدكم على الموت، بظهور إمارات قربه من الموت، كالعجز أو المرض أو غيره ﴿حِينَ الْوَصِيَّةِ اِثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ يشهد على وصيته اثنان من الشهود العدول أي المعروفين بالعدل والاستقامة، وهذا المعنى دليل على وجوب الوصية وتأكيد أهميتها، انظر آية [البقرة: ٢/ ١٨٠]، وضرورة الإشهاد عليها، وقوله تعالى: ﴿مِنْكُمْ﴾ معناه شاهدان من دينكم ﴿أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ﴾ من غير دينكم، إذا كان أحدكم على سفر ولم يجد