٦٧ - ﴿قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ أي على النقيض مما تظنون بي من ضعف العقل وضحالة الفكر، فإن الموضوع في منتهى الجدية لأني رسول من ربّ العالمين.
٦٩ - ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ سمّى الوحي ذكرا لأنه تذكير لهم بالميثاق الفطري المأخوذ عليهم، راجع [الأعراف ١٧٢/ ٧]، ﴿عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ﴾ ما وجه العجب أن يبعث تعالى رجلا منكم ليدعوكم إلى عبادته وحده؟ ولينذركم عواقب الضلال ﴿وَاُذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ﴾ فاعتبروا بعاقبة تكذيب الرسل ﴿وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ﴾ بسطة وقد زادكم تعالى من بين مخلوقاته قوة ومنعة ﴿فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ﴾ فاذكروا نعم الله بالشكر والطاعة والعمل الصالح ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ الفلاح هو الفوز والبقاء والنجاة، والتوصل إلى الفلاح يكون عن طريق الشكر والعمل.
٧٠ - ﴿قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا﴾ وهو تأكيد أنهم مؤمنون بالله، ولكن يعتقدون أن له شركاء يشفعون لهم عنده، وهم أيضا مصرون على التمسك بالشركاء المزعومين تقليدا لآبائهم، والنتيجة أنهم يفضّلون التقليد على المعقول ﴿فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ رفضوا