للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذه الآية لا يزال متصلا بما قبله من حيث حقوق اليتامى والنساء وتحريم الظلم الذي قد يلحق بهم.

﴿وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ (٨)

٨ - ﴿وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ﴾ أي قسمة التركة ﴿أُولُوا الْقُرْبى﴾ ممّن لا يرث ﴿وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾ أي ارزقوهم، أيها الورثة، ممّا ترك الوالدان والأقربون كما ذكر في الآية السابقة، والمقصود أن هذا المال قد وصل إلى الورثة من غير جهد ولا مشقة فلا ينبغي أن يبخلوا بشيء منه على المحتاجين ﴿وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ لتكن أعطيتكم لهم بلا تكبّر أو تبرّم بل يرافقها القول الحسن كي تطيب نفوس المحتاجين، ولا يكون العطاء ثقيلا عليهم.

ويحتمل أيضا أن يكون المراد من الآية ما يلي: إذا أراد صاحب المال أن يقسم تركته بوصية وكان هنالك من أولي قرابته من المحتاجين ممّن لا يرث فليوصي لهم ولليتامى والمساكين بشيء، وهو شبيه بقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ٢/ ١٨٠].

﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً﴾ (٩)

٩ - ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً﴾ الكلام من البداية هو في إيتاء اليتامى أموالهم ووجوب المحافظة عليها وعدم الإسراف في إنفاقها ولا المبادرة إلى أكلها قبل أن يكبر أصحابها، فعلى هذا يكون الخطاب موجّها إلى أولياء اليتامى لحثّهمّ على الحرص في أموال الذين بوصايتهم وأن يخافوا يوما قد يتركون خلفهم ذرية

<<  <  ج: ص:  >  >>