للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاُشْكُرُوا لِلّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (١٧٢)

١٧٢ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ﴾ توسيع الحلال وإباحة ما في الأرض، سوى ما حرّم عليهم كما هو مبين في الآية التالية، والمغزى عدم مشروعية المبالغة في الزهد بتعذيب النفس وتحقير الجسد وترك حاجاته الطبيعية، كما يفعل الرهبان وبعض المتصوّفة ﴿وَاُشْكُرُوا لِلّهِ﴾ بالقول والعمل ﴿إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ فلا تتبعوا الآباء، ولا التقليد، في التحليل والتحريم (الآية ١٧٠)، بل اتبعوا القرآن.

﴿إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (١٧٣)

١٧٣ - ﴿إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ﴾ وفي آية [المائدة ٥/ ٣] مزيد من التفصيل عن اللحوم المحرّمة ﴿وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ﴾ هو ما يذبح قرابين لآلهتهم أو أنصابهم أو قدّيسيهم ﴿فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ﴾ اضطرته الحاجة الشديدة وهو لا يبتغيه ولا يستسيغه ﴿وَلا عادٍ﴾ ولا يتعدّى حاجته فيه ﴿فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ في تناوله عند الضرورة لأن إلقاء النفس إلى التهلكة أشد ضررا من أكله ﴿إِنَّ اللهَ غَفُورٌ﴾ لما فعل ﴿رَحِيمٌ﴾ بالرخصة فيه.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ (١٧٤)

١٧٤ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ﴾ الكتاب اسم جنس لكل ما نزل من الوحي على الأنبياء ﴿وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ كل ثمن يؤخذ عوضا عن الحق فهو قليل ﴿أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النّارَ﴾ أي يأكلون في بطونهم الأغراض الدنيوية التي تهالكوا عليها فتكون سببا لدخولهم النار ﴿وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ كناية عن إعراضه تعالى عنهم وغضبه عليهم

<<  <  ج: ص:  >  >>