إلى الله تعالى وحده في دعائكم، ونسيتم شركاءكم المزعومين، وهذا الأمر ينطبق اليوم على من يركب الطائرات أيضا ﴿فَلَمّا نَجّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ﴾ برحمة منه، أو استجابة لدعائكم ﴿أَعْرَضْتُمْ﴾ عن الدعاء والتوحيد، بعد أن أمنتم، ونسبتم نجاتكم إلى حولكم وقوتكم، أو إلى محاسن الصدف ﴿وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً﴾ به نزعة إلى كفران النعم،
٦٨ - ﴿أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ﴾ أي حتّى لو وصل الإنسان إلى بر الأمان، فهو ليس بأمان مطلق، لأن الأرض قد تخسف بالزلازل والبراكين ﴿أَوْ يُرْسِلَ﴾ ربّكم ﴿عَلَيْكُمْ حاصِباً﴾ من الرياح العاتية والأعاصير التي تحمل كل ما في طريقها من مواد وحصباء فتحصب به الناس ﴿ثُمَّ لا تَجِدُوا﴾ في هذه الحالات ﴿لَكُمْ وَكِيلاً﴾ يحميكم من قدرته تعالى،
٦٩ - ﴿أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى﴾ تعودون لركوب البحر في رحلاتكم القادمة ﴿فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ﴾ فيقصف سفنكم بالأعاصير ﴿فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ﴾ فتغرقوا بما كفرتم، وبما كسبت أيديكم من الفساد والجحود، وبما نسبتم لأنفسكم من إمكانات الجبروت والسيطرة على الدنيا بواسطة التقانة ﴿ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً﴾ ليس من يحاسب على ما وقع، فالله تعالى لا يسأل عمّا يفعل، وهم يسألون،